تقرير

جسر الملك سلمان.. حلم مصري سعودي طال انتظاره

تدشين فكرة مشروع جسر الملك” سلمان البحري” الرابط بين مصر والسعودية بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 5 مليار دولار، تعتبر حلم سعودي مصري طال انتظاره، فهل تعمل الدولتان خلال الفترة المقبلة على تنفيذ المشروع الضخم الذي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا؟.

تواصلت جريدة « اليوم » مع عدد من السياسيين المختصين بالشأن الاقتصادي والسياسي، حيث نشر الصحفي الاقتصادي محمد أبو عاصي تقريراً مسجلاً حول هذا المشروع، وذلك عبر برنامجه ” خمسينة اقتصاد ” قائلاً : ” تقدر المسافة الواقعة بين الشريط الحدودي البحري بين مصر والسعودية عبر البحر الأحمر في منطقة مدخل خليج العقبة بين البر المصري والبر السعودي بمسافة إجمالية 13كم” ، وأضاف بأنه على الرغم من الإعلان عن مشروع إنشاء جسر بري يربط الدولتين عام 2016، ليكون شرياناً برياً مهماً في حركة التجارة ونقل المسافرين والبضائع بين أهم دولتين بالشرق الأوسط،إلا أن هذا المشروع اختفت ملامحه على أرض الواقع.

مشروع جسر الملك سلمان

أول مشروع بري يربط عرب أفريقيا وعرب آسيا

من جانبه قال الكاتب الصحفي  مصطفى فرغلي المتخصص في السياسة الخارجية : “إن  الجسر البري بين مصر والسعودية سيكون أول رابط بري بين عرب أفريقيا وعرب أسيا بعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ” .

وأضاف فرغلي  أفضل مسار لإنشاء الجسر البري عبر البحر الأحمر بين السعودية ومصر؛ يكمن في مرور الجسر عبر منطقة تبوك الموجودة شمال غرب السعودية باتجاه جزيرة تيران وذلك بطول 10كم، ثم من جزيرة تيران لمدينة شرم الشيخ المصرية بطول 7 كم، حيث تقدر المساحة الإجمالية للجسر بين الدولتين ب17كم ، مما يسهل في حركة التجارة ومرور البضائع لمصر وأوروبا بين قارة أفريقيا وقارة أسيا عن طريق ربط الدولتين بالجسر البري، كما من المتوقع انتعاش حركة السياحة بين مدينة شرم الشيخ المصرية ومدينة نيوم السعودية عبر الجسر البري بين الدولتين ،حيث قدر زمن المسافة بين البلدين بحوالي 20 دقيقة.

جسور تم تنفيذها بدول العالم

يقع أطول جسر بحري متواجد على الأرض حالياً في الصين، حيث يربط هونج كونغ بماكاو بتشوهاي، وذلك في رحلة كانت مدتها 3 ساعات ، إلا أن هذا الجسر اختصر زمن الرحلة في زمن قدر بحوالي 30 دقيقة فقط، كما تمتلك السعودية واحداً من أطول الجسور البحرية في العالم بينها وبين البحرين والذي يبلغ طوله حوالي 25 كم.

لماذا توقف بناء مشروع جسر الملك سلمان البحري؟

د.عماد جاد : مصر في وسط الدائرة الملتهبة في المنطقة

وفقاً لتصريحات الصحفي عماد جاد رئيس مجلة مختارات بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والأمنية فإن” المشروع مش مجرد تسهيل عملية الانتقال بين البلدين”  موضحاً أن هناك أبعاد استراتيجية كبيرة لهذا المشروع دون أن يحددها.

ومن أبرز التحديات الكبيرة، التي تقف عائقاً أمام مشروع جسر الملك سلمان البحري، تواجد الجسر في منطقة عرضة للزلازل في البحر، كما أن هناك تحديات هندسية تتمثل في طول المسافة بين قاعدة الجسر والمنطقة المنشودة التي لم يسبق بنائها من قبل، بالإضافة إلى أن التصميم المعماري للجسر لم يتم التصريح عنه حتى الآن، ومع اعتراض دولة الاحتلال الإسرائيلي على بناء الجسر بسبب كونه يشكل تهديداً لسفنها المبحرة في البحر الأحمر، أصبح هناك اقتراحات تطالب بتحويل الجسر إلى نفق تحت الماء، لكن هذا سيكون مكلفا جداً مقارنة بتكلفة الجسر المعلن عنها.

وتدور حالة كبيرة من الجدل حول مشروع جسر الملك سلمان الذي رفضه الرئيس السابق محمد حسني مبارك ، وأعلنت عنه السعودية عام 2016، خاصة أن الجسر يربط مصر والسعودية عبر البحر الأحمر، ورغم الإعلان عن الجسر عام 2016، والكشف عن أنه سينطلق من منطقة نبق، لمدة 20 دقيقة فقط لتنتقل من إفريقيا إلى آسيا، أو من مصر إلى السعودية عبر جسر الملك سلمان، إلا أن مصير الجسر يكتنفه الغموض حتى الآن.

محمود حسن محمود

صحفي بجريدة اليوم- قسم الأخبار والمتابعات حاصل على بكالوريوس الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من جامعة جنوب الوادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى