مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب: «قضبان ملتهبة»

ماذا عن السجن الذي بلا قضبان !!هل يستطيع الإنسان أن يسجن كل رغباته و غرائزه؟ هل يستطيع الإنسان أن يضع نفسه خلف قضبان ملتهبة ؟هل هذا ممكن نعم هذا هو العذاب في الدنيا يسجن الكثيرون داخل أنفسهم من خلال أفكارهم ومشاعرهم والسجن يعني عدم الحرية والحرية اهم حوائج الإنسان نحن سجناء للذات ونحن لا نعلم فالشعور بالذنب يجعلك سجين الغضب الانانية الحقد والحسد كل هذا يجعلك منك شخص سجين ومن سجن داخل نفسه لن يجد مفر ولا هروب حتى ولو كان الباب مفتوح لانه يعيش الذكريات ولا تفارقه حيث المخاوف والآمال والأحلام وصور الأحباب والأصدقاء التي تطلقها الوحدة ويبددها حضور السجانين من حولنا ويوجد ايضا نوع من أنواع السجن الداخلي الذي يتطوع به أغلبية البشر في العيش فيه لنيل رضا الآخرين حتى وإن نطق الكثير بأنهم في راحة في تلك السجون إلا أن شعور العجز الذي يغلبهم سيظل مسيطراً حتى ينالوا جزءًا من الصحوة الداخلية لذلك عليك بتقبل الواقع وأن تحرر نفسك من السجن الداخلي الناجم عن جمود تفكيرك وخوفك ويبقى السجن الداخلي أصعب من فضاء الوجود إن ظلم الأنسان لنفسه أشد من ظلم البشر له قد يظلم الإنسان نفسه‏ بكثرة اللوم و التأنيب في إهمال نفسه وصحته في التمسك بعلاقات أو أهداف لا يسعد بها وأيضًا تحمله جهد فوق طاقته وكبت مشاعره وجلد ذاته وربط سعادته بغيره و ما أقسى ظلم الإنسان لنفسه بتسليم عقله لغيره وهي من أشد أنواع ظلم الإنسان لنفسه، وأن تتعامل مع الوقت كأنه مصدر لا متناهي أو تتكاسل عن أخذ المبادرة في حياتك أو ترضى بحياة سطحية تحكمها النزوات و الكسب السريع لذا رفقاً بنفسك وعش بالحب والكثير من الارادة سوف يجعلك منك شخص حر. ما يحتاجه الإنسان هو المرونة و سهولة الأخذ بالمتغيرات والرضا والكثير من الأمور التي يظلم الإنسان نفسه فيها بوعي منه أو بلا وعي ، ولايعلم أنها سبب في ثبات حاله وعدم تغييره للأفضل كما قال الله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يغير مَا بقوم حتى يغيروا مَا بأنفسهم) السجن الحقيقي هو أن تكون حيث لا تريد أن تكون، موقف الإنسان الداخلي هو الذي يحدد إن كان حرًا أم لا، الحياة الحقيقية هي حياة داخلية كل شيء نريده يوجد في أعماقنا ، الحمد لله الذي يرسل جبره في عز الانكسار يارب الرضا العميق والطمأنينة الدائمة وقوة التوكل بك يا أرحم الراحمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى