مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب: ليلة أخرى

‎ هذه مدينة القاهرة ، مدينة السعادة والهموم ، والآلام والافراح ، تختلط ببعضها البعض .
‎وسط كل التفاصيل المستحيلة ، والتشابكات المرهقة الطويلة ، يمتحن الإنسان بنوم اليوم الذي عاشه،بما يعني أن الحياة تسرق منك سعادة نومك لكي تتجول الأفكار داخل عقلك ثم تسحب الي داخلك نوم مثقوب مثل المصفاة ليلة أخري بدون سعادة تنتهي هكذا ليلة أخرى تمضي هي عبارة عن تجربة لا متناهية من الأيام والأفكار والتنوع والتبعثر من شعور الى شعور أخر مغاير لكي يشكل ليلة صعبة ،واليوم الأمر ساء كثيرًا، الحكم علي حياة الآخرين أسهل من فهم حياتهم ، بات الجميع يحب الشجار والبعد , أرهقنا التمنى لربما المسار الذي لا يعجبني أجد في نهايته ما كنت أبحث عنه طوال رحلتى في الحياة ،وفي النهاية أثق أن الله اتطلع على قلبي واختار لى الأحسن انتظر ليلة لم تأتي بعد ،تلك التي انتظرها تشرق من خلف قمم الجبال العالية ، أو أن تنفذ من بين الاحراش ،او تتسلل من بين الأغصان المتشابكة لأشجار تطاولت حتي بلغت عنان السماء ، تصدح فوق فروعها الباسقة طيور وحشية وكائنات خرافية .
‎ليلتي هذه التي طال انتظارها ، لعلها تشرق ،وتأتيني ومعها البهجة التي غابت طويلا ،ويكون قدومها فرصة لهطول أمطار ظلت طويلا ممتنعة عن التساقط.
‎يا أيتها الليلة التي طال زمن انتظارها ، وتمنيت قدومها مثل كل امرأة ظلت تحلم بطفلها الاول القادم من أعماق أحشائها ،
‎الطفل المستحيل الذي تشرق الشمس عند استيقاظه وتهطل الأمطار حين يموء كقط وديع يعشق ملمس صدر أمه.
‎هل لك أن تأتي الآن دون عناء ، يكفيني مالقيته من عنت وأنا في انتظارك ، كم تحشرج صوتي وانا أردد التراتيل والاوراد من أجل أن تأتي مخترقة كل الحجب ، تشتعل كل تفاصيلك ،وتضيء بنورك كل الظلمة التي نفدت في حنايا قلبي المترعة شرايينه بأعتي درجات الشجن
‎ليلة أخري انتظرها من ليالي الله ، قادرة هي علي تحميني بالنور وتجفف جروحي بالضياء . ليلة تعيد الي بهائي القديم وألقي المتجاوز .
‎يا أيتها الليلة المستحيلة ، أنا في انتظارك. اللهم استجب لنا ما نعجز عن قوله، وما يصعب علينا صياغته وأنت تعلمه، اللهـم وتقبل كل دعوة ساكنة في صدورنا ولا نعلم كيف نرفعها إليك .”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى