تقارير و تحقيقات

وداعا جيهان السادات.. رفيقة بطل الحرب والسلام

بعد صراع لم يدم طويلا مع المرض توفيت اليوم الجمعة، السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورفيقة مشواره في أصعب الظروف لتحقيق نصر أكتوبر المجيد، وبعد أن حققت العديد من الإنجازات في مجال حقوق المرأة.

كان لها دور قوى في إصدار مرسوم 1979 والذي أطلق عليه فيما بعد، قانون جيهان، والذى يلزم الزوج بإبلاغ زوجته قبل تسجيل الطلاق، كما أعطت الزوجة الحق فى تحريك دعوى قضائية لمطالبة زوجها بالنفقة، وكذلك إطالة فترة حضانة الطفل لدى الأم، كما أعطى للمرأة الحق في العيش فى منزل الزوجية، فى حال إثبات عدم وجود مكان آخر تعيش فيه، وعرف القانون باسم “قانون جيهان السادات”.

وعبر وسائل الإعلام، قالت السيدة الراحلة جيهان السادات، ذات الأصول الإنجليزية، أنها أعجبت بالضابط المصرى، عندما وقعت عينيها عليه في أول لقاء جمع بينهما، خلال زيارته لأبن عمتها الضابط حسن عزت، فقد وجدت فيه الفارس الشجاع الوطنى الذى طالما حلمت به ورسمته في خيالها.

و قالت في إحدى حواراتها التليفزيونية،:” لم أكن أتخيل أن هذا الإعجاب سيتحول لحب وزواج، خاصة أنه كان متزوجًا ولديه بنات، ولكن كنت أعجب بهذا الشخص الذي يرفض أن يعيش حياة هادئة مثل باقي زملائه لكنه يخاطر بمستقبله من أجل وطنه.


ولم يكن لقائهما ببيت أبن عمتها، فقد جمع بينهما لقاءات عديدة، ساعدت على تحول الإعجاب لقصة حب استمرت لسنوات طويلة، وصمدت أمام المصاعب، وفارق السن بينهما وربما المستوى الإجتماعى، كان السادات في البداية، يخشى الإعتراف بحقيقة مشاعره بجيهان، بسبب فقره وزواجه، إلا أنها تمسكت به، وشجعته على خطبتها، وبالفعل ذهب السادات لمنزلها لخطبتها بصحبة ابن عمتها، حسن عزت، الذى أقترح عليه أن يدعى بأنه رجل غنى أمام والد جيهان، حتى يوافق على زواجهما، لكنه رفض، وفضل أن يصارح والدها بحقيقة أمره.

ووافق والد جيهان على زواجهما بعد تأكده من حب أبنته الشديد لأنور السادات، لتبدأ قصة حب وزواج دامت لسنوات طويلة، وحتى بعد رحيله ظلت وفيه له، تتذكره في جميع لقاءاتها التليفزيونية، لأخر يوم في حياتها.

وأنجبت جيهان من الرئيس السادات ثلاث بنات وهن لبنى ونهى وجيهان وولد واحد وهو جمال، علما بأنه كان متزوج من سيدة أخرى قبلها إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات قبل أن ينفصلا وهن راوية ورقية وكاميليا، وشاركته الأحداث المهمة التي شهدتها مصر بدء من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981.

وكانت جيهان السادات أول سيدة أولى في تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج إلى دائرة العمل العام لتباشر العمل بنفسها بين صفوف الشعب المصري .
ويذكر أن في إحدى كتبها عن الرئيس الراحل، كتبت جيهان السادات عن زوجها أن «الأمجاد لا تموت وإن غيب الثرى أجساد أصحابها، فلا فناء للمجد ولا خلود للأحقاد، تبقى مصر ومن عطائها يبقى العطاء في شموخ الهرم وصمود الزمن».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى