تقارير و تحقيقات

المنسي لا يُنسى.. الذكرى السادسة لملحمة «البرث»

جسد أبطال القوات المسلحة المصرية أروع الأمثلة في الاستبسال وروح الشجاعة والجهاد في سبيل الله والوطن، بعد أن صمدوا أمام عناصر الإرهاب لمدة عدة ساعات متواصلة، استخدمت خلالها العناصر الإرهابية الألغام والسيارات المفخخة شديدة التدريع، محاولة السيطرة على كمين «البرث» ورفع علم تنظيم داعش عليه.

بداية المعركة

بدأت ملحمة «البرث» في تمام الساعة الرابعة فجرًا من يوم 7 يوليو 2017، بعد أن ظهرت سيارة مفخخة عن بعد، والتى تم تدريعها مسبقًا من العناصر الإرهابية، وتزويدها بمواد تفجير شديدة الانفجار.واقتربت السيارة من الكمين، وبدأت الحراسة تنادي «حرس سلاح»، بمعنى الاستعداد للتعامل مع هدف مجهول ومحتمل خطورته، وبدأ إطلاق النيران من القوات على السيارة التى اقتربت من الكمين.

منسي وجنوده أبطال لآخر نفس

بدأ المقدم أركان حرب وقتها، الشهيد أحمد صابر منسى، بإبلاغ قيادة الجيش بشأن الهجوم عبر “اللاسلكي”، حتى يتم المتابعة بين الكمين والقيادة، وخروج الطيران.

وقام بتوجيه جنوده بالقيام بما تعلموه خلال التدريبات فى الفترة الماضية، فكان الضابط “محمد صلاح” يبلغ المدفعية بأحداثيات الموقع الذى يتواجد فيه الإرهابيين لاستهدافهم.

بينما كان الشهيد فراج يتعامل مع الأهداف، من فوق سيارته المدرعة، ولكن رصاصات الغدر أصابته فى بداية المعركة واستشهد، ومعه الظابط حسنين وعدد من الجنود.

أبطال الجيش المصري

تعامل أبطال الجيش المصري بكل شراسة ضد كافة أشكال التعامل من العناصر الإرهابية، ومنهم الرائد الشهيد أحمد عمر شبراوي، من مواليد محافظة الشرقية، والذي تخرج فى الكلية الحربية الدفعة 101.

دفاع وبسالة الرائد أحمد شبراوي، جعلت الإرهابي الذى يهاجم الكمين يهتف من الرعب “إيش هذا؟!”، مستغربًا من قوة الإطلاق النيراني من الشهيد الرائد، رغم ما يملكونه من سلاح، وما قاموا به من عملية التفجير للسيارة المفخخة.

60 طلقة في صدر الشهيد علي علي

كان الشهيد علي علي، أحد أبطال الكتيبة 103 صاعقة، وأحد الأبطال الذين اشتبكوا مع العناصر الإرهابية فى بداية المعركة، استشهد بـ 60 رصاصة في صدره.وكان الشهيد محمد محمود محسن والملقب بـ«الهرم» ابن محافظة الدقهلية، قد التحق بالقوات المسلحة عام 2015، وتم اختياره بسلاح الصاعقة وانضم للكتيبة 103 صاعقة بمنطقة جنوب رفح مع المقدم أحمد المنسي.

وقف الهرم فى الدور الثاني من الكمين حتى أنه من قوته وزملاءه ظن الإرهابيون أن هناك كتيبة بأكملها تحمي الدور الثاني، فزادوا في هجومهم عليه حتى استشهد هو وزملاءه.

استشهاد القائد أحمد منسي

ظل الشهيد أحمد منسي يقاتب ويقوم باصطياد عدد من العناصر الإرهابية، ولم يترك جنوده، حيث كان يطلق النار من أعلى سطح المبنى المحاصر صوب الإرهابيين، حتى استشهد برصاص أحدهم.

استمر التعامل مع العناصر الإرهابية، حتى ظهرت القوات الجوية المصرية، فى سماء المعركة، لتستهدف عدد من العناصر الإرهابية، قبل أن يلوذ بعضهم بالفرار، تاركين ورائهم جثث زملائهم.

ولم تستطيع عناصر داعش حمل جثة واحدة لأبطال الكمين، حيث كانت أوامر «منسي» قبل استشهاده، أن يحافظ كلًا منهم على زميله، ولا يترك جثته للتمثيل بها من العناصر التكفيرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى