مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب: المحاربة

المرء يشعر بكل شيء في أعماقه ،وما أصعب حرب النفس انا لا أعيش، أنا أحارب، يؤدي الألم بالبعض إلى الجنون, لكننا لا نرى الألم, نرى الجنون أعيش في حديث لا ينتهي مع عقلي ومع ذكريات الماضي ، وأنا لا أخشى عتابي بل انقطاعه ، ولا أقلق بشأن غضبي إنما من تراكمه بداخلي ، ولا أخاف من الآخرين بل من نفسي، إن كنت جيداً مستقيماً وصادق في علاقاتك مع البشر ،فمن الواقع جداً هذه الأيام أن يتغير البشر عليك من الأفضل إلى الاسوء حسب المزاجية ،‏ضع في خاطرك هم لا يتغيرون في العلاقات، بل يظهرون على حقيقتهم، يكون الشخص غالباً مزيفاً .الإنسان يجب أن يكون نفسه، أن يشبه ظاهره باطنه، وأن ينسجم مع حقيقته و واقعه ،نحن لن نعلم مدى صلابتنا إلا حين نمر علي جراحنا القديمة ، و نبتسم حيث بكينا حين نصافح الأيدي التي خذلتنا دون حقد سنصبح أقوى من التجارب لكن بلا مشاعر ، كم نحن أقوياء إلا حين تخلى عنا من إتكأنا يوما عليهم من ظننا أنهم سيكونون سنداً لنا ،ومع ذلك ظللنا صامدين بعدهم لأن الخذلان جعلنا أقوى، القوة أن نضع أعيننا في عين الجرح دون أن يرف لنا جفن القوة ليست في النسيان، القوة أن تتذكر ولا تتأثر القوة هي قدرة الإنسان على الصمود في مواجهة الصعاب والظروف الصعبة، والتغلب على العقبات التي تعترض طريقه، ولكن ما بين مبتعد و مقترب يتعلم القلب الكثير، تتذكر ولا تبالي ،وكم ظننت أن القوة في المواجهة فقط ! فاتضح إنها في التجاهل أحياناً، القوة هي أيضًا القدرة على التحمل العاطفي والفكري، والمرونة في التعامل مع التغيرات والتحولات في الحياة، فليفعل الغد ما يشاء من سوء ،فأنا اعيش في هذا اليوم فقط، شكرًا لوجهي المبتسم رغم مهزله الحياة يا قلبي صبراً و تسليمًا على الثقة في الله وحده ،لعل في الغيب افراحًا لنا ،في النهاية القوة هي قدرة الشخص على التغلب على نفسه والعيش بحرية وسعادة رغم كل الصعاب، والقوة الأكبر أن تنتصر في ما يؤذيك مَن ذاق عوض الله، هان عليه خذلان البشر ،يعيش الإنسان بصبره لا بقوته ستدرك في وقت متأخر من الحياة، أن معظم المعارك التي خضتها، لم تكن سوى أحداثا هامشية أشغلتك عن حياتك الحقيقية، فأجعل هذا الإدراك مبكراً ،القوة في الإيمان والعزم والصبر وقوة الإرادة والتي يمنحها الرحمن لعباده المخلصين . اللهم قوة اللهم صبراً و جبراً لنفس لا يعلم بحالها إلا أنت اللهم لنا في القلب دعوات فاجعلها واقع يسعدنا و يثلج صدورنا يا أرحم الراحمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى