مقالات

هلال عبدالحميد يكتب: أشرف بلبع الثائر الرقيق


كنسمة صيف ندية في يوم قائظ ،رحل أشرف بلبع في هدوء.
نطالع صفحته الشخصية على حسابه في الفيس بوك يوميا،منشوراته قصيرة جدا وثائرة، عاش بلبع حياته يحلم بوطن جميل مثله، رقيق في تعامله، لا يعرف القسوة مع أبنائه ومحبيه .وطن لا يعرف مواطنوه ابخوف والسجن والقهر لكلمة يكتبونها ، مجرد كلمة ، يقول بلبع في إحدى تغريداته في ٣٠ أغسطس (الخوف
شعور بغيض ومحزن،إنتشر وسيطر على المناخ العام بالبلد، العجيب لما يتشدق البعض متسائلين، …هو فين الخوف؟)
كنت اسمع عنه وعن وطنيته .وعرفته بشكل شخصي منذ عام ،عندما التحقت بحزب المحافظين.
يقبل عليك؛ تسبقه ابتسامته الحانية، يحدثك فلا تكاد تسمعه،ينصت اليك، ويستمع باهتمام، فهو ليس كمثقفي وسياسي وسط البلد النرجسيين
رحل أشرف بلبع الحالم بمصر الديمقراطية المدنية الحديثة دون ان يحقق آي جزء من حلمه، عاش بجسد رقيق واهن وبروح وثابة ثائرة، عاش يناضل من أجل حرية بني وطنه وحقهم في الحربة والكرامة الإنسانية، ولكنه لم يتحمل ما يتعرض له وطنه ومواطنوه من كبت للحريات وفساد وتزوير وظلم وجهل، كان من الممكن ان يكتفي اشرف بلبع بعمله وعلمه كاستاذ بكلية طب القصر العيني، ولكنه كان يقتطع جزءٌا من وقته للعمل العام.
عندما انقطعت منشوراته لأسبوع اصابنا القلق- نحن نعيش في وطن مقلق وقلق _ اتصلت برقمه فاعطاني جرسٌا ولم يرد _ هذا مؤشر جيد الى حد ما _في المرة الثانية مباشرة جاءني صوت غير صوته وكان زوج ابنته: الدكتور مريض ويرقد في حالة حرجة بالمستشفى
عرفت ان جسده ورحه لم يتحملا ما تمر به بلادنا مؤخرٌا من ضياع لابسط الأحلام، مجرد ان نحلم بممارسة حقنا في الاختيار،لم تتحمل روح اشرف بلبع الثائرة كل هذا الكبت، فكانت روحه تغرد داخل جسده النحيل وترفض الخضوع، كانت روحه الوثابة تخرج ثائرة في منشورات قصيرة ولكنها كالطلقات في مواجهه الطغيان. كنا نخاف عليه. بعد كل منشور. ولا نطمئن الا بعد رؤية منشوره التالي فيعاودنا الخوف.
هل يوجد مستقبل لوطن يخاف من الكلمه؟!!. نحن نخاف، ننام وكيس أدويتنا يصاحبنا،من يضمن ان ينام في فراشه ولا يتم سحبه مغمى العينين كثور يدور قي ساقية القهر.
انطلقت روح اشرف بلبع الثائرة إلى الحرية الأبدية ، حيث الروح تهيم في ملكوت الله بحرية،بعيدًا عن كل قيود الظلم وكل القهر وكل التزوير.

رحل اشرف بلبع ولكنه سيعيش ما عاشت مصر حالمة بالحرية، وستحققها طالما بها أبناؤها الحالمون، الساعون لقرص الشمس .
لم اتعرف عليه ألا منذ فترة بسيطة ولكننا تحولنا لصديقبن نحلم أحلامًا مشتركة،فنستيقظ على فراق جسده فلتهنأ روحك يا صديقي بالحرية ، إلى أن نلتقي في عالم حر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى