مقالات

محمود الروبى يكتب : قمة السلام بالقاهرة ما بين المأمول والمفضوح !

دعت مصر منذ ايام الى قمة السلام بالقاهرة التى انعقدت اليوم أملاً للوصول الى وقف إطلاق النار وايصال بعض المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة تلك الأمور البسيطة
التى تضمن اعظم حقوق الانسان إلا وهو الحق فى الحياة
قطاع غزة الذى بات شبيهاً ببيت الأشباح بعد الدمار الذى أصبح عنوانه الوحيد طيله الأيام الماضية
والعجيب ان سعى الدول الغربية كان حثيثاً لإدانة حركة المقاومة حماس فقط
رغم كل هذا الدمار والقصف الذى طال المستشفيات والكنائس والمنازل بلا تفرقة
ثم يأتى الينا بعض ممثلى الغرب بعيون وقحة لم تعد قادرة حتى على تمثيل الحزن ونفذت دموعهم الكاذبة لم يتبقى منها دمعة على الاف الأطفال الأبرياء الذين لا يعلمون إلى الآن سبباً او ذنباً فعلوه لقتلهم بطول وعرض قطاع غزة شمالها وجنوبها رغم ادعاء قوات الاحتلال ان الجنوب سيكون آمناً وخانت عهدها كعادتها
القصف الذى تعدى كل الأهداف العسكرية ليصل الى مرحلة الانتقام الجماعى
الذى لم يكن يخطر ببال أشد حركات اليمين المتطرف فى إسرائيل ذاتها
طالت عشوائيته عدد من موظفين بوكالات تابعة للامم المتحدة ورغم كل هذه الفضائح وجرائم الحرب يبدو ان المجتمع الدولى المستأسد على الدول المتفككة وناقصة وضعيفة السيادة بات يتراجع كثيراً امام وحشية الاحتلال والقوة الامريكية التى من الواضح انها عصية على القانون الدولى والأمم المتحدة تضع قدميها على المبادئ
فى عالم اصبح قريباً للغاية البقاء فيه للأقوى
تهدم فيه إسرائيل وأمريكا وبعض دول الغرب كل البناء الحضارى والقانوني الذى بناه احرار العالم وقياداته بعد حروب طويلة اختار بعدها العالم العيش فى سلام ولكن البعض لا يريد ذلك للأسف ويقوض السلام بالمنطقة
ويبدو انه لا يحرك العدو الصهيونى فى هذه العمليات الغادرة إلا الانتقام المدفوع بعقدة النازية وعمليات القتل العشوائى التى لا نراها إلا من العصابات لا من جيوش نظامية ابداً
فى محاولة للحكومة الاسرائيلية للتغطية على الفشل العسكرى والمخابراتى العميق الذى حدث فى السابع من اكتوبر
ولعل تلك المذابح وجرائم الحرب التى ارتكبتها وترتكبها وسترتكبها قوات الاحتلال
هى كاشفة لوحشية واجرام الاحتلال الموجود منذ عشرات السنين ولكنه كان يسعى لتجميل وجهه القبيح خلال خمسة وسبعون عاماً عن طريق الادارة الأمريكية والأذرع الإعلامية الصهيونية التى لم تعد قادرة على خداع العالم ولا حتى خداع شعوبهم بفضل وسائل التواصل الاجتماعى الفاضحة ولم يعد يؤيدهم إلا من يعلم جيداً وحشيتهم ويوافق عليها
وليرقد فى سلام كلاً من القانون الدولى الانسانى واتفاقية چينيف والمعاهدات الدولية امام طغيان وقوة من كانوا يعطوننا الدروس فى الديمقراطية وحقوق الانسان
ورغم الألم واليأس والحزن الذى نعيشه
اعتقد اننا ربما نعيش الان الحلقة الاخيرة فى الصراع الفلسطينى الاسرائيلى حيث يؤكد التاريخ دائماً ان نهايات الاحتلال معظمها كتبت على أيدى المتهورين والعشوائيين والمتغطرسين وكل هذه الصفات تنطبق على حكومة إسرائيل الحالية التى تجر أطرافاً اخرى للصراع قد تعجل من زوالها ونهاية هذا الاحتلال إلى الأبد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى