تقارير و تحقيقات

خبير عن سد النهضة: متخوفون من طوفان قادم.. ومغردون: مؤامرة صهيونية

بعد إعصار دانيال الذي أصاب ليبيا خلال الأيام الماضية، بدا واضحًا أمام الجميع المخاطر الكارثة لانهيار أي سد مثلما حدث في سد درنة، ونتج عنه الإطاحة بمعظم أجزاء المدينة.

الكارثة أعادت سد النهضة أمام أعين المصريين، وتساءلوا عما وصلت إليه مراحل الملء، ليأتي الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، ويؤكد تلك المخاوف بتصريحاته حول احتمالية تعرض مصر لكارثة تعادل ألف قنبلة هيروشيما في حال انهيار سد النهضة الإثيوبي.

وقال “شراقي” في تصريحات لـ”روسيا اليوم” إن الخزين الرابع لسد النهضة يشير إلى وحجز حوالى 41 مليار م3، ما يوحي بأن سد النهضة دخل في دائرة الخطر على السودان ومصر.

وأوضح أن هذا السد يعد من اشد السدود خطورة على حياة الانسان، طبقًا لتصنيف السدود الخطرة في العالم، التي يعتمد على مدى الأضرار المحتمل وقوعها في دول المصب حال انهيار السد.

واستدل بانهيار سدي وادي درنة وأبو منصور، جراء الإعصار الذي حدث في ليبيا خلال الشهر سبتمبر الجاري، ما أسفر عن مصرع أكثر من 11 ألف وتشريد عشرات الآلاف وتدمير ثلث مدينة درنة، إذ كان السدان يخزنان حوالي 28 مليون م3.

ولم تكن هذه الواقعة الأولى في إفريقيا بل سبقه سد بوط في السودان الذي دمر أكثر من 600 منزل وشرّد الآلاف، رغم أنه كان يخزن 5 مليون م3 فقط، بحسب خبير المياه عباس شراقي.

ماذا لو تحققت المخاوف وانهار السد؟

الدكتور عباس شراقي، أبدى تخوفه من زيادة تخزين المياه في سد النهضة، على عكس ما كان مخطط له من قبل التصميم الأمريكي الأصلي الذي حدد 11.1 مليار م3، كحد أقصى للقدرة الاستيعابية لهذا السد.

وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن المساحة التخزينية للمياه داخل السد ازدادت لأسباب سياسية إلى 64 – 74 مليار م3، ما يشكل خطورة بالغة على دولتي المصب مصر والسودان، لاسيما وأن السد يقع في منطقة الأخدود الإفريقي الأكثر نشاطا للزلازل.

ووصف حجم الكارثة المحتملة بأنها ستصنع طوفانا لم يحدث على الكوكب منذ طوفان سيدنا نوح عليه السلام، إذ أنه حال وقوع هذا سيهدد حياة أكثر من 20-30 مليون نسمة بالتحديد في السودان.

تخطيط صهيوني

تصريحات “شراقي” التي صاحبت انهيار سد درنة في ليبيا، لاقت ردود أفعال من قبل نشطاء عبر مواقع التواصل، فقال أحد المعلقين على هذا التصريح: «وهذا ما خطط له العدو الصهيوني بالتآمر مع الأثيوبيين وكان من الممكن والواجب إيقاف بناء هذا السد تحت اي عنوان ولو استوجب الأمر حربٱ لكانت أهون مما يمكن حدوثه لو حصل انهيار السد سواء بفعل الهزات الارضيه أو بفعل البشر كما هو مخطط له….نسأل الله الحماية لمصر واهل مصر الشرفاء».

وأضاف آخر: «لذلك كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يمتلك نظرة بعيدة لعشرات السنين وقام بعمل قناطر وصحارات سرابيوم ومخرات وقنوات وبحيرات فى بعض أنحاء البلاد… تحسباً لهذا الأمر»، ليرد عليه آخر بقول: «لله ينور عليك وبحيرة ناصر ومفيض توشكى وترعة السلام وما خفى كان اعظم وفى نفس الوقت لن نترك من ماء النيل قطرة لاحد لان ذلك حق الاجيال القادمة».

ماذا عن الملء الرابع؟

فيما يتعلق بمراحل ملء خزان سد النهضة، فإن الدولة الإثيوبية أعلنت الانتهاء الملء الرابع لخزان سد النهضة المطل على نهر النيل الأزرق.

وقوبل هذا الإعلان بإدانة وزارة الخارجية ممثلة عن مصر، بيان لها قالت فيه: “إعلان إثيوبيا إتمام عملية الملء الرابع للسد، يعد استمراراً من جانبها في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم عام 2015”.

وأضاف البيان: “إعلان المبادئ ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل البدء في عملية الملء”.

وأعربت الخارجية عن أملها في أن تحقق جولة المفاوضات القادمة في أديس أبابا، انفراجة ملموسة في مسار التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى