تقارير و تحقيقات

الجيش الإسرائيلي في مواجهة “حماس”.. ما هي القدرات العسكرية لكل منهما؟

في حالة اندلاع حرب بين جيشين نظاميين، يتم مقارنة القوة العسكرية لكل منهما وفقا لمعايير مشتركة تسمح بتحديد من هو الطرف الأقوى من الناحية النظرية، بينما تحدد ميادين القتال من المنتصر، لأن تحقيق الانتصار يرتبط بدهاء القادة العسكريين وما يستخدمونه من تكتيكات قتالية، أكثر من ارتباطه بالحسابات النظرية.

وفي حالة الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، فإنه لا يمكن إجراء مقارنة تقليدية بين الطرفين، لأن المواجهة في هذه الحالة بين جيش نظامي ومجموعات مسلحة أو قوات شبه عسكرية.

فبينما يمتلك الجيش الإسرائيلي قوات برية وبحرية وجوية هائلة تفوق نظيراتها في غالبية جيوش المنطقة، فإن المقاومة الفلسطينية تستخدم تكتيكات حروب دفاعية، تقلل بصورة كبيرة من تأثير القوة النيرانية الضخمة لإسرائيل، على قدراتها القتالية، وربما تحرم إسرائيل من ميزة استخدام أسلحتها المتطورة.

وإضافة إلى ذلك، فإن “حماس” التي نفذت عمليات هجومية خاطفة أربكت حسابات الجيش الإسرائيلي في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تحولت إلى الوضع الدفاعي، الذي أعدت له بنية تحتية كبيرة عبر شبكة أنفاق وصفها بعض الخبراء العسكريين بأنها مدينة عسكرية تحت الأرض.

القدرات العسكرية لـ”حماس”

كشفت عملية “طوفان الأقصى” أن المقاومة الفلسطينية أصبحت تمتلك قدرات قتالية مكنتها من تنفيذ خطط هجومية محكمة، وهو ما ظهر في قدرة مقاتليها على اختراق المستوطنات وبعض المواقع العسكرية المحيطة بغلاف غزة وقتل نحو 1300 إسرائيلي وأسر عدد كبير من الجنود والمدنيين والعودة بهم إلى قطاع غزة، رغم التفوق التقني الهائل لإسرائيل ووسائل المراقبة التي، ترصد كل شبر داخل وفي محيط قطاع غزة.

ورغم ذلك، فإن القدرات العسكرية لـ”حماس” والمقاومة الفلسطينية بصورة عامة، تظل غير معروفة، باستثناء ما رصده خبراء عسكريون لبعض الأسلحة التي ظهرت مع مقاتليها سواء خلال العملية الأخيرة أو خلال عمليات واستعراضات عسكرية سابقة، أو ما تحدث عنه مسؤولون من المقاومة لوسائل إعلام.

الطائرات المسيرة محلية الصنع من نوع “زواري”.

“مظلات الطاقة” التي استخدمها مقاتلو المقاومة للإنزال المظلي داخل البلدات الإسرائيلية.

بنادق هجومية.

بنادق القناصة بعيدة المدى مثل “ستير إتش إس – 50” النمساوية.

قنابل حارقة دمرت آليات ودبابات إسرائيلية.

صواريخ كورنيت المضادة للدبابات.

نظام “بولسي” الصاروخي المضاد للدبابات.

قواذف صاروخية طراز متشظية شديدة الانفجار مثل “إف – 7”.

صواريخ جديدة بعيدة المدى وصلت تل أبيب.

منظومة دفاع جوي محلية الصنع تحمل اسم “متبر – 1”.

صواريخ مداها 250 كلم مثل “عياش 250”.

صواريخ مداها 160 كلم.

صواريخ مداها 80 كلم.

صواريخ بمدى 10 كلم.

مدافع هاون.

وبحسب تصريحات أدلى بها علي بركة، رئيس العلاقات الوطنية لحماس في الخارج، لوسائل إعلام، فإن الحركة لديها تصنيع محلي لكل الأسلحة التي تستخدمها بداية من البنادق الهجومية وطلقاتها إلى مدافع الهاون وقذائفها وحتى الصواريخ.

ويضاف إلى ذلك بعض المدافع الرشاشة مثل مدفع “دوشكا” (عيار – 50)، الذي تم تطويره محليا ليتناسب مع طبيعة المهام القتالية التي ينفذها مقاتلو “حماس” باستخدام مركبات صغيرة، وهو سلاح مصمم لتدمير المركبات والطائرات العسكرية، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.

ورغم أن العتاد العسكري لـ”حماس” يبدوا متواضعا أمام القدرات العسكرية الضخمة لإسرائيل من حيث الكم والنوع والتطور التقني، إلا أن خوض المقاومة لـ”حرب دفاعية” واستخدامها تكتيكات قتال فعالة ينفذها مقاتلين تلقوا تدريبات عالية، يمثل أكبر عقبة أمام الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن أنه سيقوم بعملية اجتياح بري لغزة منذ بدء القصف الجوي للقطاع قبل 17 يوما.

وبحسب خبراء عسكريين، فإن “حماس” استطاعت استغلال أسلحة بسيطة مثل الطائرات المسيرة الانتحارية، التي يتم تصنيعها بتكلفة بسيطة واستخدامها في تنفيذ مهام قتالية مؤثرة ضد الجيش الإسرائيلي نجح بعضها في تدمير دبابة “ميركافا” وأبراج مراقبة وتنفيذ هجمات انتحارية ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، كان آخرها ما تم الإعلان عنه اليوم الاثنين، عندما نشرت الحركة مقطع فيديو يرصد إطلاق طائرتين مسيرتين، قالت إن إحداهما تستهدف “السرب 107” في قاعدة حتسريم.

وبحسب خبراء عسكريين، فإن “حماس” تعمل على تطوير أنظمة تشويش تمكنها من شن حرب إلكترونية عسكرية ضد إسرائيل، وهو ما يمكن أن يقلب موازين القوى، إن حدث.

قدرات الجيش الإسرائيلي

ويصنف الجيش الإسرائيلي ضمن أقوى 18 جيشا في العالم، وفقا لإحصائيات موقع “غلوبال فاير بور” الأمريكي لعام 2023، التي تضم 145 جيشا حول العالم، التي تضعه في المرتبة الـ 17 بين أكثر جيوش العالم إنفاق بميزانية دفاع تقدر بـ 24.3 مليار دولار.

يمتلك الجيش الإسرائيلي عتادا عسكريا ضخما يضم:

601 طائرة حربية.

2200 دبابة.

56 ألفا و290 مركبة عسكرية.

650 مدفعا ذاتي الحركة.

300 مدفعا مقطورا.

300 راجمة صواريخ.

67 وحدة بحرية.

يصل إجمالي عدد الأفراد المنتمين للجيش إلى 646 ألف فرد بينهم:

173 ألف فرد قوات عاملة.

465 ألف فرد قوات احتياطية.

8 آلاف قوات شبه عسكرية.

ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ17، على التوالي، مما تسبب في حصيلة هائلة من القتلى تتجاوز 5182 قتيلا وأكثر من 17 ألفا و100 مصاب، حسبما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الاثنين 23 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة “حماس” الفلسطينية، عملية “طوفان الأقصى”، وقالت إن الهدف منها هو وضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية”، وفي اليوم التالي أعلنت إسرائيل الحرب وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم “السيوف الحديدية” استهدف خلالها قطاع غزة بغارات جوية عنيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى