مقالات

أيمن مدين يكتب: صفقة هى صفعة جديدة للإحتلال

ما تم قبوله فى صفقة تبادل الأسرى هو ما عرضناه فى السابق ورفضه الإحتلال هكذا وجه ” أبو عبيده ” المتحدث العسكرى بإسم كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس صفعة إذلال للكيان المحتل معلنا إنكساره معددا خسائره التى يخفيها من مئات الأليات وأعداد كبيرة من القلتى والجرحى ما يؤكد فشل العملية العسكرية لجيش الإحتلال فى تحقيق أى نتائج مما أعلنها رئيس وزرائه ” النتن-ياهو” قبل بدئها ، رغم فارق الإمكانيات وما يمتلكه جيش الإحتلال من معدات وتكنولوجيا ظل لعقود يتباهى بها ظننا منه أنه عبر إمتلاكها قادر على بسط نفوذه وقهر الشعب الفلسطينى وتحقيق الأمن لمواطنيه . بل وصفعة وهزيمة لأجهزة إستخباراته وإستخبارات داعميه من دول الغرب وعلى رأسها الإستخبارات الأمريكية فى كشف موقع الرهائن وتحريرهم ، وأن المقاومة الفلسطينية الباسلة رغم قلة الإمكانيات ونقص العدة والعتاد إلا أنهم إستطاعوا تكبيد العدو المحتل خسائر فى الأنفس والمعدات حتى أرغموه على قبول شروطهم مؤكدين للعالم أن قوة الإرادة والإيمان بالقضية قادرة على هزيمة أعتى الجيوش وأحدث التكنولوجيا العسكرية.
أفاق ما بعد الصفقة
بكل تأكيد تشعر دولة الإحتلال بخيبة أمل وهزيمة نفسيه جديده عقب الهزيمة الأولى فى السابع من اكتوبر الماضى وهو ما ينعكس على تصريحات حكومته الفاشلة من تهديد ووعيد بإستكمال حربهم الدموية ضد قطاع غزة عقب الهدنة محاولين تهدئة الأصوات الغاضبة فى الشارع الإسرائيلى خاصة فى ظل ضغوط شعبية طالبت بإقالة رئيس الحكومة النتن-ياهو محملينه وأجهزته الأمنية أسباب ما حل بهم من خسائر فبعد عشرات الأيام من القتال ومئات الطلعات الجوية والتكلفة الباهظة والتى أضرت أيضا بإقتصادهم فكلفة الحرب الباهظة فى ظل توقف عجلة الإنتاج ألقت بظلالها على الإقتصاد ما تسبب فى لجوء الإحتلال للإقتراض لتغطية كلفة الحرب والتى لم ولن تحسم على ما يبدو لصالحه . خاصة فى ظل تغير مواقف داعميه فما إرتكبه جيش الإحتلال من جرائم إبادة جماعية وهجمات همجية ضد المدنيين والمشافى وحتى مبانى تتبع منظمات تابعة للإمم المتحدة صدم العالم أجمع ما ساهم فى خروج تظاهرات شعبيه عالمية واحتجاجات في أغلب عواصم الدول حول العالم حتى عواصم داعيمه الغربيين مطالبين حكوماتهم بالتدخل لوقف إطلاق النار وهو ما شكل ضغوط كبيرة عليهم ، إلى جانب دور الدبلوماسية العربية والإسلامية وتحركات مكثفة بين عواصم العالم خاصة الدول الكبرى والتى نجحت فى الوصول مؤخرا لتهدئة مبدئية والأهم هو ما توصلت إليه القوى الفاعلة بالمنطقة والعالم من قناعة مؤكدة على ضرورة تمديد الهدنة والعمل على التوصل لوقف إطلاق النار وان الحل الأوحد هو حل الدولتين حفاظا على الأمن والإستقرار بالمنطقة .
وعلى الجانب الأخر بقلوب مؤمنة ومعنويات مرتفعة وإرادة على إنتزاع الحق المشروع وتحرير الأراضي الفلسطينية أعلنت المقاومة استعدادها لمواصلة الحرب متوعدة جيش الإحتلال بمعارك أكثر ضراوة وتكبيده مزيد من الخسائر رافضين الخضوع أو الإستسلام مؤكدين على التمسك بالأرض ورفض التهجير وهو الموقف الذى أكدت عليه الدول العربية والإسلامية على رأسها ” مصر و الأردن “
دور الدبلوماسية العربية وإسلامية
على الرغم من الغضب فى الشارع العربى والإسلامى من هول جرائم الإحتلال والذى بدأ يتصاعد تبعا لتصاعد حجم جرائم العدو المحتل والزيادة المستمرة فى اعداد الشهداء والمصابين من المدنيين وحصار للمشافى والتعدى على المصابين والأطقم الطبية فى خرق تام لكل الأعراف والقوانين الدولية ومطالب الشعوب العربية والإسلامية بالرد على التصعيد بتصعيد مقابل والتدخل العسكري ضد دولة الإحتلال وهى مطالب نابعه من شعور الغضب والإستياء الممزوجة بمشاعر التضامن مع الاشقاء الفلسطينيين فى معاناتهم وهى ايضا مشاعر إنسانية خالصة ترفض القهر والإستقواء وتنتصر للإنسانية وحق الحياة في أمن وسلام وهو ما أكدت عليه الدبلوماسبة العربية مؤكدة على عدم توسع الحرب وضرورة وقفها والشروع فى تطبيق حل الدولتين وهو ما بات وشيكا فعلى الرغم من رفض دولة الإحتلال ومواقفها المتعنته إلا أن الحديث عن حل الدولتين أصبح هو الحديث الأوحد والمتفق عليه من الجميع وبدأ يتردد بين أوساط الدبلوماسية العالمية حتى من واشنطن والإتحاد الأوروبى الداعمان التاريخيان لدولة الإحتلال ، وقد ظهر هذا جليا فى حديث رئيس وزراء إسبانيا من امام معبر رفح وفى عواصم الدول الكبرى المؤيدة للحق الفلسطيني على رأسها ” بكين وموسكو ” وفى عدد من التكتلات الكبرى حول العالم على رأسها مجموعة ” السبع ، وبريكس ، والعشرين ” ومن هذا المنطلق فعلى الدبلوماسية العربية والإسلامية الإستمرار فى تحركاتها النشيطة والتأكيد على الحاجة الماسة لتطبيق حل الدولتين كحل وحيد يضمن الأمن والإستقرار ليس فقط للمنطقة بل للعالم ويضمن مصالح الدول والشعوب فالمنطقة أصبحت على صفيح ساخن والعالم لم يعد يتحمل مغامرة جديدة غير محسوبة من قبل حكومة “النتن-ياهو” المتطرفة وأن ترك العنان لهذه الحكومة قد يكلف العالم أجمع وعلى رأسه دولة الإحتلال ذاتها الكثير والكثير خاصة فى ظل تصريحات غير مسؤولة تدعوا لقصف قطاع غزة بقنبلة نووية وهو ما إن دل فيدل على ضرورة تضافر الجهود العالمية لكبح جماح هذه الحكومة وضرورة تلجيمها وتجنيب العالم شرورها فهى ليست فقط خطرعلى نفسها وشعبها قبل أن تكون خطر على الأشقاء الفلسطينيين بل خطرا على أمن وإستقرار المنطقة والعالم بأسره .
وعلى كلا فقد أيقن العالم اليوم أن أكذوبة التفوق الإسرائيلى قد إنفضحت وأن قوة الإرادة قادرة على كسر ألة الدمار الحربية وأن جيش الإحتلال إنهزم وإنفضح ضعفه وعجزه أمام صلابة وصمود المقاومة ، وأن حل الدولتين بات وشيكا أقرب من أى وقت مضى وأن إحلال السلام هو الخيار الأمثل لحفظ مصالح الجميع ، فالعالم يتغير ومفهوم القطب الأوحد لم يعد منطقيا وإن التحول نحو نظام عالمى متعدد الأقطاب هو الأكثر منطقية الأن، وأن إعلان دولة فلسطين المستقلة سيكون أول ثماره ، إرساء لمفاهيم الإستقرار والعدالة والمساواة بين الشعوب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى