تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

كيف تغير صواريخ “سام” و “RPO-A” شكل المواجهة بغزة؟

“استهدفنا ٣ مروحيات للعدو خلال اليومين الماضيين”… كلمة دفع بها “أبو عبيدة”- الناطق باسم كتائب القسام- في معرض حديثة عن ضربات القسام للعدو، وهو ما تم تأكيده في أحد المقاطع المصورة التي بثتها الكتائب- الخميس- لهروب طائرة مروحية للاحتلال وصلت لإخلاء جنود مصابين في شمال قطاع غزة، بعد إطلاق المقاومة تجاهها صاروخاً مضاداً للطائرات.

ما يعطي صبغة رسمية لتدشين القسام دخول أنظمة الدفاع الجوي لترسانتها العسكرية. فما أسلحة المقاومة الجديدة؟ وما أسلحة الدفاع الجوي التي امتلكتها المقاومة؟ وكيف تغير شكل المواجهة مع العدو؟

صواريخ الدفاع الجوي

وهو الصاروخ المطور بين صواريخ “سام” للدفاع الجوي- ويسمى أيضا “إيجلا” بالمنطقة العربية، ويمتاز بأنه من أكثر الأسلحة الفتاكة المضادة للطائرات، حيث يبلغ مداه ٥ كيلومترات ويصيب الأهداف الجوية من ارتفاع ١٠ أمتار حتى ارتفاع ٣.٥ كيلومتر، ويستهدف جميع المروحيات أو الطائرات ذات الجناح الثابت، وقد تم تطويره بحيث يوجّه بالأشعة تحت الحمراء بما يجعله أكثر قوة في إصابة الأهداف المتحركة جوا.

يبلغ وزن الصاروخ نحو ١١ كيلوجراماً، ورأسه المدمّر نحو ٢.٢ كيلوجرام، ويحمل مواد شديدة الانفجار، ويعمل محركه بالوقود الصلب، ويحتاج فرد واحد ليطلقه من فوق الكتف.

سام ٧: أو ما يعرف بستريلا-2 ومعناه السهم، هو نظام صاروخي روسي أرض-جو خفيف الوزن محمول على الكتف، يستهدف الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة، مع توجيه سلبي بالأشعة تحت الحمراء ورأس حربي شديد الانفجار. وقد أعلنت القسام وسرايا القدس استخدامه عدة مرات منذ انتهاء الهدنة حتى الآن.

سام ٩: هو إحدى الصواريخ الروسية التي أعلنت القسام استخدامها خلال الحرب التي تدور رحاها في غزة هذه الأيام، وهو نظام صاروخى عالى الحركية والمرونة قصير المدى، يعمل على الأهداف المنخفضة، بنظام البحث الحراراى (infra-red guided surface-to-air missile).

يبلغ طوله ١.٨ متر أو ٦ اقدام، ويحمل راس حربى زنة ٢.٦ كيلوجرام وفيوزات تفجيرات (اقتراب – واصطدام)، ووزنه ٣٠ كيلو جرام، وتصل سرعتة فى الاوضاع العادية ١.٥ ماك وأقصى سرعة له ١.٨ ماك، ويبلغ مداه الفعال- في النسخة المطورة (sa-9b)- من ٥٦٠ مترا إلى ٨٥٠٠ متر، ويصيب أهدافة على ارتفاع من ١٠ أمتار إلى ٦١٠٠ متر.

تلك الصواريخ- التي امتلكتها المقاومة- من عائلة “سام” غير موجّهة بأشعة رادارية بل بالأشعة تحت الحمراء، ما يصعب على رادارات المروحيات اكتشافها، وسرعتها تناسب سرعة الطائرات المروحية، ما يجعل اصطيادها للطائرات والمروحيات أكثر دقة، حيث تؤكد التجارب السابقة لتلك الصواريخ في أفغانستان إسقاطها لطائرات “الأباتشي”- التي يتفاوض الاحتلال مع الولايات المتحدة هذه الأيام لإمداده بالمزيد منها.

أسلحة القسام الأخرى

صاروخ RPO-A أو “قاذف اللهب” وسمي “بسلاح الشيطان” خلال الحرب الأمريكية على أفغانستان، وقد استخدمته كتائب القسام لأول مرة- الأربعاء- هو قاذف محمول على الكتف روسي الصنع مضاد للتحصينات، ويستخدم حشوات “قذائف” للإطلاق، ويشبه عمل قاذفة “LAW” المضادة للدبابات.

ويُستعمل (RPO-A) للهجوم على مواقع إطلاق النار المخفية من العدو، أو لاستهداف قوات المشاة، ولتعطيل المركبات المدرعة الخفيفة، ويبلغ مداه التصويبي بمنظار الديوبتر ٦٠٠ متر، ومنظار “OPO” البصري ٤٥٠ مترًا، ومنظار OPO-1 يصل إلى ٨٥٠ مترًا.

الصاروخ من عيار ٩٣ ملم ويماثل قذائف المدفعية عيار ١٢٢- ١٥٥ ملم. وفي أثناء انفجاره، تصاحب القذيفة نبضة حرارية مرتفعة وانخفاض حاد في الضغط الناتج عن انفجار خليط الوقود والهواء، ما يتسبّب بالقضاء على جميع الكائنات الحية بحجم يصل إلى ٨٠ متراً مكعباً. وفي المناطق المفتوحة، يدمر مساحة ٥٠ متراً مربعاً، وبالأماكن الضيقة يدمّر حتى ٨٠ متراً مربعاً.

وكانت القسام قد أعلنته عن استخدامه لأول مرة، لاستهدف قوة إسرائيلية خاصة تحصنت في منزل في شارع غزة القديم بمنطقة جباليا البلد، ما أدى إلى مقتل وإصابة جميع الجنود المتحصنين في المنزل.

امتلاك المقاومة صواريخ دفاع جوي يجعلها أقرب لسد ثغرة تسليحها، التي يستغلها الاحتلال في الضغط عليها وزيادة الألم الناتج عن المعركة، تلك الثغرة هي التفوق الجوي للعدو، الذي طالما استخدمها في حروبه مع غزة، عبر قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية وارتكاب المجازر، دون أن تجد طائراته من يصدها. لكن دفة الأمور تتحول حين امتلاك المقاومة لأنظمة دفاع جوي تمكنها من صد العدوان الجوي، وترهب وحداته الطائرة في السماء.

وقد أحسنت القسام الكشف عن تلك الأسلحة في وقت يمني فيه “يواف جالانت”- وزير حرب الاحتلال- نفسه وجيشه وشعبه بتفكيك القدرات العسكرية لحماس، حتى لا يتبقى منها إلا القدر اليسير الذي يسهل القضاء عليه بالضربات الجوية، حتى لا تشكل يوما أي خطر على الكيان الذي يعاني الهشاشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى