مقالات

أيمن مدين يكتب: الرد الإيراني لعبة الحرب

احتشد الملايين حول العالم يوم 13 من أبريل أمام شاشات التلفاز يتابعون عن كثب الحدث المرتقب، بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن بدء الرد الإيرانى مقدمة معلومات دقيقة عن حجمه ومواقع إطلاق المسيرات وأنواع الصواريخ التى تنوعت ما بين باليستية وكروز تجاه دولة الإحتلال، وعلى الفور انطلقت الطائرات الأمريكية من قواعدها بالعراق يعاونها طائرات حربية بريطانية انطلقت من قبرص، وانضمت لهما طائرات فرنسية لمعاونة دولة الإحتلال فى التصدى لهذه المسيرات والصواريخ الإيرانية، ظل العالم يترقب لعدة ساعات والأنباء ترد نبأ تلو الأخر، ما بين تصدى ناجح وإصابات مباشرة، حتى أعلنت إيران انتهاء الرد، وأن كل شئ قد انتهى عند هذا الحد متوعدة بالرد حال أقدمت دولة الإحتلال على أى عمل عسكرى يستهدف الأراضى الإيرانية، فيما أعلنت دولة الإحتلال عن تصديها ل 99 % من الرد الإيرانى متوعدة برد قوى.

تأثير الرد الإيرانى على دولة الإحتلال الخسائر لم تتكبد دولة الإحتلال خسائر تذكر مقارنة بالخسائر الإيرانية سواء المادية أو بالأرواح، حيث انحصرت الخسائر فى- إصابة فتاة بجروح .- أضرار طفيفة لحقت بقواعد عسكرية، إضافة إلى مليار دولار هى تكلفة التصدى للضربة الإيرانية هذا كل شيء.

المكاسب تحولت أنظار العالم عن جرائم دولة الإحتلال للتركيز على الرد الإيرانى ما ساعدها فى التغطية على جريمة إستهداف موظفى المطبخ المركزى العالمى، وما تبعها من غضب وإنتقادات دولية حتى من أقرب داعميها استعادة دولة الاحتلال التأييد الغربى، بعدما كانت تعانى من وضع أشبه بالعزله نتيجة لجرائمها ضد الإنسانية التى ترتكبها بحق الفلسطنيين والعاملين بالمنظمات الإغاثية.

خرج النتنياهو بنشوة المنتصر يروج لنصر زائف يسعى من خلاله لتهدئة الداخل الغاضب من الفشل والإنكسار الذى تجرعته دولتهم على أيدى المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر تحرك الكونجرس، لإقرار مساعدات ضخمة تقدر ب 14 مليار دولار كان قد رفض إقرارها فى وقت سابق نتيجه لجرائم الإحتلال ضد المدنيين فى غزة تخلص النتنياهو من ضغوط الإحتجاجات الشعبيه والتى كانت تطالب برحيله .

عاد جيش الإحتلال للترويج للتفوق التكنولوجى وقوة وكفاءة قواته فى التصدى لهذا الهجوم، بما يساعده فى رفع الروح المعنوية لجنوده، والتى قد إنخفضت بفعل قوة وصلابة المقاومة الفلسطينية.

إتاحة الفرصة أمام النتنياهو للمناورة بإستبدال الرد بالداخل الإيرانى بالحصول على ضوء أخضر أمريكي للقيام بعملية موسعه برفح، خاصة بعد ربطه بين إيران وحماس وإعتبار حماس احد وكلاء إيران بالمنطقة.

تأثير الرد على إيران لم تثأر إيران لأرواح قاداتها كما أرادت لكن رغم ذلك فقد عملت على ترجمة الرد المنسق مسبقا وتحقيق عدة نقاط حفظ ماء وجه النظام الإيرانى أمام مواطنيه الذين إستفزهم إستهداف قنصليتهم إعطاء دفعة معنوية لوكلائها بالمنطقة خاصة فى ظل الإستهداف المستمر لقادتهم بما يضمن لها الحفاظ على ثقتهم بها وولائهم لها.

عملت إيران على تضخيم هذا الرد الرمزى، وتوجيه أذرعها ولجانها الإليكترونية بالمنطقة العربية للترويج لنفسها كونها الند الأوحد لدولة الاحتلال مستغله مشاعر الغضب الشعبى العربى من مواقف الحكومات العربية الرخوة تجاه دولة الاحتلال، خاصة عقب مشاركة الأردن فى التصدى للرد الإيرانى، وكسب ود وتأييد الجماهير العربية، فيما يمكن وصفه بالتمدد الفكرى بالمنطقة العربية التى هى هدف رئيسى ضمن مخططات إيران التوسعية.

تأثير الرد الإيرانى على القضية الفلسطينية إنعكس الرد الإيرانى سلبا على القضية الفلسطينية، حيث أنه إضافة لما تم ذكره فى مقدمة المقال من مكاسب للنتن-ياهو ودولة الإحتلال إستغل الإحتلال إنشغال العالم بالرد الإيرانى، وكثف من هجماته بالضفة الغربية، وصادر 64 دونما من أراضى الفلسطينيين بشمال الخليل بالضفة الغربية.

كثف المستوطنين هجماتهم ضد فلسطيني الضفة ما نتج عنه استشهاد 3 شباب تعطل المفاوضات بين دولة الإحتلال وحماس لوقف إطلاق النار ما يخدم مساعى النتن-ياهو والمتطرفين فى حكومته لإطالة أمد الحرب.

كثف الإحتلال من هجماته على غزة وزاد عدد قواته بها بعدما كان قد سحب جزء منها بكل تأكيد من حق إيران الرد على إستهداف قنصليتها لكن كان من الممكن الرد بإستهداف أى من القنصليات الإسرائيلية حول العالم بما يحفظ ماء وجهها و يرسل رسالة ردع للكيان الصهيونى، دون الإضرار بالقضية الفلسطينية والحرب على غزة، ويسمح لحكومة النتنياهو التى كانت منحصرة بالزاوية للإفلات، وحصد كل هذه المكاسب من تأييد ودعم، بل ويرفع الحرج عن داعميها أمام شعوبهم وشعوب العالم والذى كان له أثر إيجابى على مواقف بعضهم تجاه دولة الإحتلال بسبب جرائمه اللإنسانية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.

الموقف العربى على الحكومات العربية التحرك لإعادة القضية الفلسطينية للسطح، وإتخاذ مواقف أكثر خشونة وصلابة تجاه دولة الإحتلال، وحث المجتمع الدولى على تحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث من جرائم حرب و إبادة ضد الأشقاء الفلسطنيين، وتكثيف الضغط لوقف الحرب على غزة بأقرب وقت ممكن وغلق الباب أمام مماطلة النتنياهو وعدم السماح له بجر المنطقة لحرب موسعه.

زيادة التنسيق والتعاون العربى وتكثيف العمل المشترك بما يخدم التكامل البينى الإهتمام بالتعليم، ورفع الوعى العربى بما يحاك من مخططات حوله حتى لا يقع فريسة لها وقطع الطريق أمام أى طرف إقليمى أو دولى يسعى للتمدد والتوسع الفكرى على حساب المنطقة العربية ما يؤثر سلبا على تماسك وإستقرار المجتمع العربى وبما يحفظ أمنه القومى.

العمل على إحتواء إيران وتفادى الصدام بها والتعاون معها بما يضمن المصالح المشتركة لدول المنطقة، وإقناعها بالتخلى عن خططها التوسعيه بما يضمن الإستقرار لدول المنطقة تماما كما حدث مع تركيا .تكثيف العمل على توطين الصناعات خاصة التكنولوجيه والتكنولوجيه الحربية وضرورة إطلاق مشاريع عربية مشتركة لتصنيع وتطوير الأسلحة، بما يضمن لها إمتلاك أسلحة متطورة وقوة ردع فى ظل عالم يسوده القوة لا يعترف بالدبلوماسية ولا يحترم القانون والمواثيق الدولية.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى