مقالات

سيناريوهات لبنانية بين نكبات وشائعات

منذ عدة سنوات وتمُر لبنان بأزمات وحوادث الواحدة تلو الأخرى، كان آخرهم حادث انفجار مستودع الغاز بالقرب من مخيم البرج الشمالي الفلسطيني جنوب البلاد، والذي أعقبته، مفاجأة للجميع أنه بسبب ماس كهربائي، بعدما كشفت حركة حماس الإسلامية ذلك في بيان لها، وبعد الاستماع إلى شهود العيان الذين حضروا الحادث، انه ناتج عن ماس كهربائي بمخزن اسطوانات غازية وأكسجين ومواد أولية مخصصة لمرضى فيروس كورونا، ومنظفات ومطهرات والتي كانت ضمن الجهود والمساعدات الإغاثية لمكافحة الوباء”، ولكن طمأنت حماس المواطنين بعدم وجود خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

قبيل البيان الذي أصدرته حماس، انتشرت بعض الشائعات التي تحوي في طياتها أن هناك حرب أهلية ستعود إلى لبنان، وبثتها بعض القنوات الفضائية والصحف المضللة عشية الحادث، بمقتل العشرات وإصابة المئات من المواطنين، وذلك من خلال الفيديو المُنتشرعبر وسائل التواصل الاجتماعي للانفجار، والذي كان يملؤه الذعر بين المواطنين القاطنين في المنطقة، بسبب الانفجار وهو أمر طبيعي في هذه الظروف، ولكن نجد أن من بيننا  يبث الأقاويل والشائعات بنشوب حرب أهلية جديدة.

وكانت لبنان في أغسطس الماضي قد شيعت جثامين ثماني وعشرون قتيلا ومائتي جريح، عقب استيقاظ الأهالي على خبر انفجار صهريج وقود بشمال البلاد في  قرية التليل بمنطقة عكار شمال لبنان في الرابع من اغسطس 2021، الأمر الذي دعا إلى غضب الرئيس ميشيل عون والشعب اللبناني، ومطالبتهم بفتح تحقيق للقصاص من الجناه الذين تسببوا في تلك الكارثة.

وبالرغم من عدم انتهاء التحقيقات في الواقعة، لم تسلم لبنان من الشائعات  لبعض وكالات الأنباء  والمواقع الاخبارية والصحف المغرضة التي تناقلت آنذاك بعض الأكاذيب ، بأن المسؤولين قد صرحوا بنشوب مشاجرات بين الأهالي بجوار صهريج تعبئة الوقود، الأمر الذي أدى إلى ذلك الانفجار المدوي.

وعقب ذلك الانفجار بسويعات قليلة، نشب انفجار آخر بنفس المنطقة عكار، الأمر الذي دعى سعد الحريري رئيس وزراء لبنان آنذاك، بمُطالبة الرئيس اللبناني ميشيل عون باستقالته فورا، بسبب الحوادث والانفجارات المتتالية والمتلاحقة، والتي أدمت قلوب المواطنين اللبنانييون على ذويهم الذين وقعوا قتلى وجرحى جراء ذلك، ناهيك عن مرورها بأزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخها والتي كانت جراء انفجار مرفأ بيروت والذي يعود تاريخه إلى أغسطس2020.

 فتلك الأمور جميعها يستدعي تكاتف المجتمع الدولي، ومؤازرة المؤسسات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، لانتشال لبنان من هذه السلسلة والسيناريوهات المتكررة التي لا نهاية لها، والعزم على المضي قدما لتحقيق الأمن والاستقرار للدول المنكوبة، وليست لبنان وحسب، لا سيما وضع الحدود لبعض المؤسسات الإعلامية لوقف مسلسلات الشائعات والتهويل للأحداث، الأمر الذي يُعيد جزءا لا يتجزأ من الاستقرار للمنطقة ويبعث على الطمأنينة والمضي قدما في التقدم والازدهار والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى