تقارير و تحقيقات

بدأت بمحاولة فاشلة عام 1776.. تاريخ سلاح الغواصات الأمريكي وحجم قوته

تعد الغواصات أحد أخطر الأسلحة لدى الجيوش الكبرى لأن بعضها مزود بقدرات نيرانية تكفي لإحراق مدن بأكملها خلال دقائق معدودة، إضافة إلى قدرتها على الاختفاء في أعماق البحار لفترات كبيرة.

وتنقسم الغواصات الحربية إلى نوعين وفقا لنظام الدفع الخاص بكل منها، ويعرف النوع الأول بـ”الغواصات التقليدية”، لأنها تعمل بمحركات الديزل الكهربائية، بينما يعرف النوع الثاني بـ”الغواصات النووية”، لأنها مزودة بمفاعلات نووية صغيرة تمكنها من البقاء في أعماق البحار لفترات غير محدودة.

وبينما يصل عدد الدول التي تمتلك الغواصات التقليدية إلى 43 دولة، وفقا لموقع “غلوبال فاير بور” الأمريكي لعام 2024، فإن عدد قليل جدا من هذه الدول يمتلك الغواصات النووية، لأن تصنيعها يعد من أكبر الأسرار العسكرية في العالم حتى الآن.

ومنذ دخولها الخدمة في أساطيل كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، أصبحت الغواصات النووية جزءا مما يعرف بـ”الثالوث النووي” لتلك الدول، لأنها أصبحت مزودة بصواريخ نووية عابرة للقارات يمكن إطلاقها لضرب أي هدف حول العالم أثناء اختبائها تحت سطح في مواقع يصعب الوصول إليها.

بريطانيا تفقد ثلث قوتها النووية
بريطانيا تفقد ثلث قوتها النووية

قوة الغواصات الأمريكية

تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية 64 غواصة تجعلها ثاني أضخم قوة غواصات في العالم في 2024 بعد روسيا التي تحتل المرتبة الأولى عالميا بـ65 غواصة، وقبل الصين التي تحتل المرتبة الثالثة بـ61 غواصة.

وعلى خلاف روسيا والصين، اللتان تهتمان بتطوير الغواصات النووية والتقليدية على السواء، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تركز جهدها على تطوير الغواصات النووية بصورة أساسية وهي عمليات تطوير مستمرة كان آخرها إطلاق الغواصة الهجومية السريعة من فئة “فيرجينيا”، رقم 26 من فئتها، حسب موقع “تاسك آند بيربوس” الأمريكي.

ويقول الموقع إن تاريخ سلاح الغواصات في الجيش الأمريكي يرجع إلى محاولة فاشلة أجراها الأمريكيون بواسطة قارب أطلقوا عليها السلحفاة تم تصميمه للإبحار تحت الماء لاستهداف سفينة حربية بريطانية كانت تشارك في إغلاق ميناء بوسطن عام 1776 خلال الحرب الثورية الأمريكية.

وفي عام 1900، حصلت الولايات المتحدة الأمريكية على أول غواصة من طراز “يو إس إس هولاند” واستخدمتها في مهام تجريبية لمدة 10 سنوات، ومع بداية الحرب العالمية الأولى كان لدى واشنطن 11 غواصة تستخدم أنواع مختلفة من محركات الديزل الكهربائية، لكنها لم تلعب دورا في تلك الحرب لأنها لم تصل إلى المستوى التقني والتطوير اللازم لخوض الحروب.

معلومات عن سلاح الغواصات الأمريكي
معلومات عن سلاح الغواصات الأمريكي

ومع بداية الحرب العالمية الثانية بدأت ألمانيا النازية استخدام غواصاتها المرعبة “يو بوت” وتمكنت من قطع خطوط الإمداد عبر المحيط الأطلسي بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتلى ذلك تطوير اليابان لغواصات لسلاح مماثل، دفع واشنطن للتوسع في تطوير سلاح الغواصات الذي استخدمته في إغراق أعداد ضخمة من الوحدات البحرية اليابانية خلال الحرب.

وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت الغواصات النووية التي أشعلت المنافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي خلال الفترة من عام 1947 حتى 1991، وكانت أحد الوسائل العسكرية المخصصة لإطلاق الصواريخ النووية فيما يعرف بـ”الثالوث النووي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى