تقارير و تحقيقات

بعد طرد القوات الفرنسية.. النيجر تلغي التعاون العسكري مع الجيش الأمريكي

تشهد النيجر تغيرا كبيرا في علاقاتها الخارجية منذ عزل الرئيس السابق محمد بازوم في يوليو الماضي وتولى رئيس المجلس الوطني الجنرال عبد الرحمن تشياني مهام رئيس الدولة، وشمل ذلك طرد القوات الفرنسية ثم إلغاء التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ففي ديسمبر الماضي غادر آخر الجنود الفرنسيين النيجر بعدما ألغت نيامي العديد من الاتفاقيات العسكرية المبرمة سابقا مع باريس، وفي الـ16 من مارس الحالي، أعلن المجلس العسكري إلغاء التعاون العسكري مع واشنطن بصورة تقود لطرد الجنود الأمريكيين الموجودين في البلاد، الذين يصل عددهم إلى نحو 1100 جندي.

ويعكس قرار نيامي وصول الخلاف مع واشنطن إلى ذروته، فبعد الانقلاب العسكري أعلنت الولايات المتحدة تعليق تعاونها العسكري مع النيجر ثم أعلنت في ديسمبر أنها مستعدة لاستئنافه بشروط دفعت النيجر لاتخاذ قرارها بإنهاء فوري لهذا التعاون.

تطورات عزل الرئيس النيجري محمد بازوم
تطورات عزل الرئيس النيجري محمد بازوم

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن قرار نيامي جاء بعد ما وصفه بـ”مناقشات صريحة بشأن مخاوف واشنطن من مسار المجلس العسكري”، بينما قال أمادو عبد الرحمن، المتحدث باسم حكومة النيجر، إن قرار الإلغاء الفوري للتعاون العسكري مع واشنطن يضع في الاعتبار مصالح وطموحات شعب النيجر، مؤكدا عدم شرعية وجود قوات أمريكية على أراضي البلاد، وفقا لما وصفه بـ”الاتفاق المجحف” الذي تم فرضه على نيامي في عام 2012.

ضربات قاسمة للنفوذ الغربي في أفريقيا

تمثل قرارات نيامي ضربات قاسمة للنفوذ الغربي (وخاصة الفرنسي والأمريكي) في أفريقيا، لأن فرنسا فقدت قواعد عسكرية مهمة في دولة تمتلك حدود مشتركة مع 7 دول أخرى هي نيجيريا وبنين من الجنوب وتشاد من الشرق وليبيا والجزائر من الشمال ومالي وبوركينا فاسو من الغرب.

كما ستفقد الولايات المتحدة الأمريكية القدرة على العمل في تلك الدول بنفس المستويات السابقة بعد مغادرة قواتها للنيجر، التي يوجد بها قاعدة كبيرة للطائرات المسيرة في شمالي البلاد، تمكنها من تنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية في عدد كبير من الدول الأفريقية.

القوات الأمريكية في النيجر
القوات الأمريكية في النيجر

فقدان مصدر مهم من مصادر اليورانيوم

في 2022، أصبح إنتاج النيجر من اليورانيوم نحو ألفي طن من مقارنة بأكثر من 4,500 طن في عام 2013، حسبما تشير إحصائيات الجمعية العالمية للطاقة النووية، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الـ7 عالميا من بين 20 دولة فقط تنتج هذا المعدن، الذي يتم استخدامه في تشغيل المفاعلات النووية وصناعة الأسلحة الذرية.

وحذرت تقارير صحفية من أن أي تطورات جيوسياسية في الدول المنتجة لليورانيوم يمكن أن تقود لارتفاع هائل في أسعاره ليتجاوز 200 دولار للرطل (453 جراما) في عام 2030، مقارنة بمتوسطة الأسعار الحالية التي تقدر بنحو 60 دولارا، إضافة إلى أن ما يتم إنتاجه لا يلبي إلا 74 في المئة من الطلب العالمي، وفقا لإحصائيات عام 2022.

إنتاج اليورانيوم في النيجر
إنتاج اليورانيوم في النيجر

القدرات العسكرية للنيجر

يقدر حجم الإنفاق العسكري للنيجر بـ250 مليون دولار ويصنف جيشها في المرتبة رقم 121 بين أضخم 145 جيشا في العالم في 2024، ويصل عدد سكانها لنحو 25 مليون نسمة.

يصل عدد جنود جيش النيجر إلى 30 ألف جندي بينهم 25 ألف جندي قوات عاملة و5 آلاف جندي قوات شبه عسكرية، وتمتلك 24 طائرة بينها طائرتين هجوميتين و13 مروحية، إضافة إلى 912 مركبة عسكرية متنوعة.

وفي الفترة الأخيرة، حصلت النيجر على أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة لتعزيز قدراتها في مجال الدفاع الجوي والاستطلاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى