مقالات

علاء عبد الحسيب يكتب: لا تقتلوا الأبرياء .. «أطفال السرطان» في خطر !

حتى هذه اللحظة لا أعلم أسباب الهجوم المخيف الذي يشنه البعض على مستشفى «57357» لعلاج سرطان الأطفال، بدء من هجوم الراحل الأستاذ وحيد حامد قبل ٤ أعوام في سلسلة مقالات صحفية اتهم فيها إدارة المستشفى بالفساد والاستيلاء على التبرعات وممارسة البزخ في صرف رواتب العاملين، وحتى أزمة عجز التبرعات الأخيرة التي أعلنت عنها المستشفى، وفتحت الباب مرة أخرى أمام ترديد الاتهامات وتشويه هذا الكيان .

وإن كنت لا أعرف الدوافع والأسباب الحقيقية التي دفعت الأستاذ حامد – رحمه الله – وآخرين للهجوم وقتها على كيان طبي عريق يقدم أفضل الخدمات العلاجية، ويعمل وفق منظومة طبية لا نراها إلا في الدول الكبيرة، من حيث تنظيم الدخول أو برتوكول العلاج المقدم داخل هذا الصرح، إلا إنني أؤمن تماما بأن رسالة الكتابة في البناء والتقويم لا الهدم والتشويه، خاصة لو أن الموضوع يمس مؤسسة تعالج الآلاف من الأطفال المصابة بالمرض اللعين.

وبالطبع فإن الضرر من تشويه كيان طبي عملاق كمستشفى «57357»، سيقع على متلقى الخدمة بشكل أكبر وليس على إدارة الكيان، وقد حدث بعد أن أتت حملات التشويه ثمارها، وتسببت في تراجع نسب التبرعات بشكل مرعب ومخيف يهدد بقاء هذا الكيان، وعشرات المئات من الأطفال الذين يتم علاجهم داخل هذا الصرح، بخلاف أسرهم وذويهم الذين يعيشون مأساة كبرى، فأصبح مصير المستشفي في خطر.

الأخطر من ذلك، إصرار البعض على فتح ملف “الاتهامات بالفساد” الآن، رغم أن التحقيقات التي أجراها النائب العام حول هذه القضية من قبل نفت هذه الاتهامات، كما أن لجنة التحقيقات التي شكلتها وزارة التضامن الاجتماعي والأجهزة الرقابية أيضا نفتها هي الأخرى، وهو ما يؤكد أن استمرار ظاهرة ادعاء وجود مخالفات في مستشفى 57357 ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يهدد استمرار الخدمة العلاجية بهذا الكيان، ويشكك في أجهزة الدولة التي سبق وحققت في هذه الاتهامات.

ومن الواضح أن البعض ممن يشنون حربهم ضد هذا الكيان، ربما قد تعرضوا لمواقف شخصية في منظومة دخول ذويهم أو أقاربهم للعلاج في المستشفى، في ظل الآلية المحكمة التي تطبقها الإدارة في منظومة الدخول، والتي تتطلب مواصفات خاصة لمتلقي الخدمة من حيث درجة المرض، ودوره في قائمة الانتظار، وهى آلية بالطبع يرفضها الكثير تعودوا على الواسطة والمحسوبية، أو ممن لا يعرفون حجم الإقبال المرعب على هذا النوع من المستشفيات المتخصصة .

ادعموا هذا الكيان .. وانتبهوا إنكم تشاركون في قتل الأبرياء .. كفوا أيديكم عن أجساد منهكة يطاردها السرطان، فإن كلماتكم سهام في قلوب هؤلاء الأطفال، تزاحمهم على أسرة المرض، وتزيد معاناتهم معاناة، لا ترددوا اتهامات بدون سند، فمكانها جهات التحقيق وليس رواد “الفيس بوك” ..

وأخيرا .. الأستاذ وحيد حامد ليس معنا في دار الدنيا لأوجه له تساؤلاتي : ما هي الأسباب الحقيقية في هجومه على إدارة مستشفى 57357 ؟ .. وهل هو راضي عن النتائج الذي سببها من حملته ضد هذا الصرح؟ .. ولماذا لما يتقدم سرا لأجهزة التحقيق ضد ما يصفها بمخالفات أو فساد إدارة المستشفى حفاظا على دور الكيان، ومصلحة مئات الأطفال من مرضى السرطان؟ .. هو في دار الحق – رحمه الله -، والله أعلم بالحقائق والأسباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى